٢ ـ ان هذه الاحياء تعرف جيداً كيف تقسم الواجبات وتوزع الوظائف وتختارها ، وكيف تتعاون معاً للقيام بشؤونها.
٣ ـ انها تعوض عن العضو الضائع التالف منها بشكل رائع فوراً.
٤ ـ انها تتكيف مع البيئات المختلفة ، وحتی بایجاد طائفة من التغييرات في نفسها أحياناً.
فما هو منشأ كل هذه التصرفات الواعية لدى هذه الحيوانات والحشرات؟! هناك ثلاثة احتمالات هي :
الاحتمال الأول) أن هذه الحيوانات تقوم بهذه الأفعال والفعاليات العجيبة عن طريق المحاسبة ، والتفكير ، والتجربة ، والاستنتاج ، كما يفعل الانسان العاقل ، ولكن هذا الاحتمال مرفوض لان الحيوانات تفتقر الى العقل والفهم والقدرة على المحاسبة والتفكير ، ولا يرجع أعمالها وأفعالها إلى التجربة والاستنتاج ، والبرهنة والاستدلال.
(الاحتمال الثاني) أن يكون منشأ هذه الاعمال العجيبة كيفية التركيب الجسماني ، والتنظيم البدني لهذه الحيوانات أي أن جهازها المادي بما له من التركيب والنظم الخاص يقتضي أن تقوم هذه الأحياء بمثل هذه الفعاليات العجيبة ، والنشاطات المحسوبة.
فكما ان التركيب الالي الخاص لجهاز الساعة يستوجب أن تقوم الساعة ـ بعد صنعها ـ بفعاليتها بصورة صحيحة لمدة طويلة من الزمن ، فكذا يستوجب التركيب والنظم الخاص في جهاز الحيوان أن تقوم بمثل هذه الأفعال العجيبة المحسوبة من انتخاب الوظائف والملائمة مع البيئة.
ولعل ما يريده المشتغلون بعلم الحيوان من الغريزة هو هذا الأمر ، فانهم يحتشدون من الغريزة ان الافعال العجيبة التي يقوم بها الحيوان هي خاصية تر كیبه