الوحي الإلهي لها ، اذ يقول :
وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل ٦٨ ـ ٦).
فهو سبحانه يوحي ويلهم الى هذا الحيوان ليتخذ من الجبال بيوتاً ، ثم يأكل من كل الثمرات ، ممتصاً عصاراتها الطيبة ليخرج من بطونها شراب شفاء للناس.
بل يذهب النبي موسى عليه السلام الى أبعد من ذلك ، حيث يصرح بأن الله تعالی شمل كل المخلوقات بمثل هذه الهداية ، اذ قال في معرض الاجابة على فرعون عندما سأله عن ربه الذي يدعو اليه : قَالَ : رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (طه ـ ٥)
ونظير ذلك قوله سبحانه :
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (الأعلى ٢ ـ ٤)
تبقى مسألة واحدة وهي اننا اذا قلنا بأن اهتداء الحيوانات الی سبل معيشتها بشتي أنواعه راجع الى الجهاز المادي المعبأ في وجودها وكيانها حسب نظام خاص فان الاستدلال باهتداء الحيوانات هذا يندرج تحت «برهان النظام» ولا يكون برهاناً جديداً.
وان قلنا بأن اهتداء الحيوانات الي تلك المسالك والمواقف وخاصة عندما تقوم بعمل ابتكاري ، وتختار موقفا من المواقف المتعددة يرجع الى حالة تزود