بها من جانب شيء خارج عن وجودها يكون هذا البرهان برهاناً مستقلا ، ودليلا جديداً على وجود ملهم لهذه الحيوانات وراء وجودها ، وهو الله سبحانه أو ما ينتهي اليه.
وفي ختام «برهان النظم» يجدر بنا أن نشير إلى ما يمتاز به هذا البرهان على غيره من البراهين ، وقد سبق أن أشرنا الى اثنين منها في مطلع الحديث عن هذا البرهان.
مميزات برهان النظام :
ان برهان النظام يمتاز على البراهين الأخرى بوجوه :
١ ـ ان برهان النظم ـ كما عرفت ـ يقوم على مقدمتين ، احداهما حسية والاخرى عقلية محضة.
أما الاولى : فهى ان هناك نظامة بديعة يسود كل أرجاء الكون من الذرة الى المجرة ، وهو أمر تتكفل باثباته المشاهدة والملاحظة وما كشفت عنه العلوم الحديثة من السنن والنوامیس.
وأما الثانية : فهي أن العقل بعدما لاحظ النظام ، وما يقوم عليه من المحاسبة والتقدير والهدفية والقصد ، والتوازن والانسجام حكم ـ بحكم قطعي ـ بأن أمراً كهذا من شأنه أن يمتنع صدوره بمحض الصدفة والاتفاق ، بل لا ينبع الا من فاعل قادر عليم ذي ارادة وحكمة وقصد. ولأجل هذا كان برهان النظام من اوضح البراهين وأكثرها بداهة ، بحيث يذعن له كل واحد حتى من يتحفظ تجاه الاستدلال الفلسفي ويتحاشاه ويشكك فيه.
٢ ـ ان «برهان النظام» لا يحتاج في دلالته الى اثبات وجود النظام في جميع أرجاء الكون ، وجوانب الحياة ، بل يكفي في دلالته أن نشير فيه الى