النظام ، وأسرار التركيب اذ يقول : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم (الروم ـ ٨).
ثم يقول مفصلا : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون ـ ١٢ ـ ١٥).
ويقول : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين ـ ٤).
وبالتالي فان القرآن يزخر بالايسات التي تلفت الأنظار إلى ما في الكون من أنظمة جملة وتفصيلا ، وبذلك يولي هذا النوع من الاستدلال من الأهمية ما لا يوليه لأي دليل آخر.
٧ ـ ان «برهان النظم» لوضوحه ، وان النظم السائد في الكون لسريانه في جميع أجزائه وذراته قد يغفل الانسان عن التوجه اليه فيكون كالعائش في النهار ، الغارق في بحبوحة الضوء فانه يغفل عن وجود الشمس وان توجه اليه البعض والتفتوا الى وجوده.
وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الغفلة اذ يقول سبحانه :
وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (یوسف ـ ١٥).
ويقول سبحانه : وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (يونس ـ ٢).
ولا عجب فكم منا من كان ينظر الى سقوط تفاحة من الشجرة الى الارض دون أن يتصدى لمعرفة سبب ذلك ، بينما دفع أحد النوابغ والمفكرين وهو «اسحاق نیوتن» إلى التحقيق عن علة سقوطها حينما شاهدها تقع على الأرض ولفتت نظره ، حتى أدى به تحقيقه إلى اكتشاف قانون عام هو «قانون الجاذبية العامة» الذي كان له مكانة كبرى في العلوم.