رابعاً : التجربة
وتعنى اجراء اختبارات عملية متعددة في موضوع واحد ، وبصور مختلفة حتى يخرج المختبر بنتيجة كلية ، وقاعدة عامة.
مثلا اذا أخذ قطعة من الحديد وسلط عليها درجة معينة من الحرارة فوجدها تتمدد ثم كرر هذه العملية مراراً في شرائط مختلفة ، وعلى قطع متعددة من الحديد ، فحصل له القطع بأن خاصية الحديد هي أن تتمدد بالحرارة ، كان ذلك هو ما يسمى بالتجربة.
ولا شك أن التجربة بوحدها لا تكفي لاستنباط حكم كلي بل لابد من ضم قاعدة عقلية اليها وهي «ان قطع الحديد ما دامت ترجع الى طبيعة واحدة فلا معنى لان يختص التمدد ببعضها دون بعض اذ ليس ذلك التخصيص الا بمنزلة اعتبار المعلول (التمدد) بلا علة» لان معناه ان التمدد لا يرتبط بالحديد والنار بل بشيء آخر والمفروض عدمه ، ولأجل ذلك قالوا : حكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد.
ولابد هنا من التذكير بأن الفرق بين التمثيل والاستقراء الناقص من جهة ، والتجربة من جهة اخرى هو : أن مناط الاستنتاج في التمثيل والاستقراء الناقص هو التشابه بين الجزئيات في بعض الوجوه ، والملاك في التجربة هو «المماثلة الكاملة» والسنخية الطبيعية التامة بين الأفراد.
خامساً : العقل
وهو يفارق غيره من أداوت المعرفة كالتمثيل ، والاستقراء والتجربة ، فان الأمور الاخيرة تعتمد على التصفح والتتبع وفحص أحوال الجزئيات ثم