استنتاج نتائج كلية على أساس التشابه النسبي (كما في التمثيل والاستقراء الناقص) أو التماثل الكامل (كما في التجربة).
وأما العقل فليس عمله الا ملاحظة نفس الموضوع من حيث هو هو ، من دون ملاحظة سائر الجزئيات والافراد الاخرى.
فاذا نظر إلى ظاهرة طبيعية حدثت بعد أن لم تكن ، مثل حريق اندلع في مخزن ، حكم بنفسه بأن لهذه الحادثة علة ، وان لهذه الواقعة سبباً ، وانه لا يمكن أن تحدث دون علة.
فكون العقل ، من أدوات المعرفة انما هو بهذا المعنى وأما كيف يتوصل العقل الى هذا القانون الكلي وأمثاله فله حديث مفصل مذكور في أبحاث نظرية المعرفة (١).
برهان النظام برهان عقلي محض
اذا تبين لك هذا فستعرف ـ قريباً ـ أن «برهان النظام» الذي يعد من أوضح البراهين والأدلة على وجود الخالق الصانع للنظام الكوني ، ليس برهاناً حسياً بمعنى أن تكون جميع مقدماته مأخوذة من الحس ومبنية على الادراكات الحسية ، ولا من مقولة التمثيل ، أو الاستقراء اللذين يكون الملاك فيهما هو التشابه بين فردین (كما في التمثيل) أو التشابه بين أفراد متعددين (كما في الاستقراء) ، ولا برهاناً تجريبياً بمعنى أن يكون الملاك فيه هو تعميم الحكم على أساس المماثلة الكاملة بين الاشياء المجربة وغير المجربة.
__________________
(١) لا تنحصر أدوات المعرفة في هذه الاقسام الخمسة ، بل هناك أدوات اخرى مذكورة في أبحاث «نظرية المعرفة» وقد اكتفينا بذكر هذه الأقسام فقط لصلتها بالبحث
دون بقية الأدوات.