والحكم بصحة واعتبار القسم الأول (أي الاستدلال بما يرى على ما لا یری من الامور الحسية المادية الغائبة عن الحس) يستلزم الحكم بصحة القسم الثاني (وهو الاستدلال بما يرى على ما لا يرى من الأمور المجردة الخارجة عن نطاق الحس) أيضاً وذلك لعدم وجود الفرق بين القسمين.
ولتوضيح القسمين نذكر الأمثلة التالية :
نماذج من معرفة المؤثر بالاثر :
واليك أولا بعض الأمثلة على الاستدلال بما يرى على ما لا يرى من الامور الحسية المادية الغائبة عن الادراك الفعلي :
١ ـ القليل منا زار العواصم الكبرى مثل طوكيو او لندن مثلا ، ولكننا مع ذلك نذعن جميعاً بوجودها وذلك من خلال التعرف على آثارها ، وهي الصنائع والمنتوجات التي تنتجها ، والاشياء التي تصل الينا منها.
٢ ـ ليس بيننا من عاصر الروم أو اليونان الاغريقيين وعايشهم واحتك بهم وجهاً لوجه ولكننا جميعاً نذعن بوجودهم في التاريخ الاطلال والاثار الباقية عنهم ، والمؤلفات التي خلفوها وراءهم.
هذا في الاستدلال بما يرى من الأمور الحسية على ما لا يرى من الامور الحسية الغائبة عن الادراك الفعلي.
واما الأمثلة على الاستدلال بما يرى من الأمور الحسية على ما لا یری من الأمور غير الحسية الغائبة عن ادراكنا ، مثل الصفات النفسية التي نهتدي اليها من خلال مشاهدة الافعال :
١ ـ ليس منا من رأي شخص المتنبي أو ابن سینا وقابلهما وجهاً لوجه ، لكننا اذا وقفنا على ديوان المتنبي مثلا أو الشفاء الذي ألفه ابن سينا ، وتعرفنا