قال الفيلسوف الاسلامي الكبير «صدر الدين الشيرازي» : «اذا تصفحت عن جميع الأشياء الموجودة في هذا العالم المسماة عند الجمهور شروراً لم تجدها في انفسها شروراً بل هي شرور بالعرض خيرات بالذات كما مر بيانه بالوجه القياسي» (١).
الى هنا نكون قد خرجنا بالنتائج التالية :
١ ـ ان وصف الانسان لبعض الظواهر الطبيعية بالشرية انما هو لاجل النظر اليها من زاوية ضيقة وأما اذا لوحظت من زاوية النظام العام فهي موصوفة بالخيرية.
٢ ـ ان وصف الانسان لبعض الظواهر الطبيعية بالشرية انما هو قضاء متعجل مبني على ملاحظة الحادثة بمعزل عن أي شيء آخر ، أي من دون ملاحظتها على انها حلقة مرتبطة بحلقات كثيرة موجودة في غابر الزمان أو توجد في مستقبله ، ولو لوحظت بهذا الوصف لا تصفت بالخيرية ، والحسن.
٣ ـ ان بعض الحشرات والضواري والسباع وما لها من اجهزة فتاكة مما يصفها الانسان بالشرية لا يكون الموجود منها سوى ذات تلك السباع والحشرات واجهزتها المفيدة لها ، وأما اتصافها بالشرية فهو أمر انتزاعي لا وجود له ، بل ينتزعه الذهن اذا قاسها الى ما لا يلائمها ، فهو ليس الا أمراً ذهنياً لا خارجياً ، وبهذا لا يدخل في اطار الخلق.
ومن كل ذلك تبين ـ من الوجهة الفلسفية ـ ان تلك الامور لا تكون الا شروراً نسبياً لا شروراً مطلقة ، فلا بأس بخلقها لاحتوائها على النفع الكثير واليك تحليل هذه الأمور من ناحية الاثار التربوية.
الاثار التربوية للمصائب والبلايا :
فقد اتضح مما سبق أن تسمية الانسان لبعض الحوادث الكونية بالشرور
__________________
(١) الاسفار ج ٧ ص ٦٢.