يَذَّكَّرُونَ (الاعراف ـ ١٣)
فالايتان تصرحان بان المصائب والبلايا سبب لتضرع الانسان الى الله ، وتذكره ، فهو اذا نسي الله في غمار الشهوة والمادية ، ايقظته المحنة وذكرته بالله ، اذ بها يدرك أنه فقير عاجز لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، وان اللذة الدنيوية لذة عابرة ، وشهوة متصرمة وانه لا ملجأ له ، ولا معين الا الله.
وهكذا تكون البلايا والمصائب سبباً ليقظة الانسان ، وتذكره ، وتنبهه وتضرعه الى الله ، فهي بمثابة صفعة الطبيب على وجه المريض المبنج التي لولاها لانقطعت حياة المريض وتعرضت لخطر الموت.
وهكذا توجب المحن والمصائب (التكامل الاخلاقي) كما توجب (التفتح العقلي) على ما عرفت في النقطة الأولى ، وقد يتخذ الانسان من النوازل والمحن وسيلة لتذكره ويقظته والتخلي عن غروره وعندئذ تكون البلايا نعماً الهية في حق الانسان.
وقد لا يتخذ منها أي موقف أبداً فتكون في هذه الحالة ـ بالذات ـ مصيبة عليه ، وكارثة في حياته.
جـ ـ البلایا سبب للعودة إلى الحق :
ان للكون هدفاً ، كما أن لخلق الانسان هدفاً كذلك ، وليس الهدف من خلق الانسان الا أن يتكامل في جميع أبعاده ، وما بعث الأنبياء ، وانزال الكتب والشرائع الا لتحقيق هذا الهدف العظيم ، والغاية السامية.
ولما كانت المعاصي والذنوب من أكبر الاسباب التي توجب بعد الانسان عن الهدف الذي خلق الانسان من أجله ، وتعرقل مسيرة تكامله ، لان الذي يعيش طيلة حياته في الكذب والنفاق وغيرها من المعاصي لا يمكن أن يتوصل الى