يصيب الانسان من حظ سعيد (١)».
ثم جاء راسل ـ وهو فيلسوف انجليزي ـ وتوسع في هذه النظرية ورد نشوء العقيدة الى ثلاثة أسباب هي :
أ ـ الخوف من القوى الطبيعية القاهرة ، الرعد والبرق والزلازل والسيول التي تهدد حياة الانسان بل وتقضي عليها أحياناً.
ب ـ الاضرار التي تلحق به من أبناء جنسه في ميادين القتال ، أو حالات الهجوم والغزو.
ج ـ الخوف الحاصل له بعد الإقدام على بعض الاعمال الجنسية عند فورة الشهوة وهيجان الغريزة الجنسية وما يتبع ذلك من الاستيحاش مما فعل والندم مما ارتكب.
فان هذه الامور ـ في نظر راسل ـ هي التي جعلته يلوذ الى «قوة عليا» اخترعها ليسكن الى حمايتها ، ويرتاح في كنفها.
إلى غير ذلك من الكلمات التي صرح بها أصحاب هذه النظرية مما تجدها في بعض كتب التاريخ ، وعلم الاجتماع والتنفس ، والفلسفة المادية.
وها نحن نبحث في هذه النظرية لنرى مدى صحتها من وجهة نظر العلم والواقع.
ان النظر الفاحص الى ما قيل في هذه النظرية حول منشأ الاعتقاد بالله ، وارجاع هذه الظاهرة الى عامل الخوف والرهبة من الحوادث الطبيعية المرعبة يوقفنا على ثلاثة اشكالات أساسية في هذه النظرية وما قيل في تقريرها وتبريرها :
__________________
(١) قصة الحضارة ج ١ ص ـ ١ ولا يخفى أن القائل أشار في كلامه هذا الي عاملين لنشوء الاعتقاد ، أحدهما : الخوف من الحوادث المرعبة ، والآخر : الجهل بعلتها والبحث هنا انما هو عن الاول.