الاشكال الأول :
إن أول ما یؤخذ على أصحاب هذه النظرية هو انه يبدو وكأنهم قد اتفقوا على تغافل أن هناك لنشوء الاعتقاد بالله في حياة الانسان عللا «طبيعية روحية» كالفطرة أو «منطقية وعقلية» كدلالة العقل الانساني على وجود قوة عليا عندما يواجه هذا النظام البديع ، هذه العلل التي تكشف عن أن للاعتقاد جذوراً واقعية في النفس والعقل الانسانيين غير عامل الخوف من الحوادث الطبيعية المرعبة.
وقد مر ـ في ما سبق ـ ان مجال نحت الفرضيات والتحليلات الفرضية يختص بالعادات والحالات التي لا يوجد لها جذور واقعية في النفس أو العقل الانسانيين ، كالتشاؤم لرؤية الغراب أو سماع نعيبه ، أو الاعتقاد بنحوسة الرقم ١٣ ، وغير ذلك من التقاليد والعادات الخرافية السائدة في بعض الأمم والشعوب على اختلاف مسالكها وعقائدها.
وأما ما كان له جذور واقعية في النفس الإنسانية ، بأن كان له علة طبيعية ، أو سبب منطقي في فطرة الإنسان وعقله فلا يكون موضعاً للفرضيات المنحوتة والتعليلات الاحتمالية ، بل ويكون تجاهل تلك العلة الواقعية الطبيعية والسبب المنطقي ظلماً فضيعاً بحق العلم والفلسفة ، وهو ما ارتكبه أصحاب هذه النظرية ومؤيدوها وذلك عندما رفضوا أو تجاهلوا «فطرية التدين» أو «الرابطة العقلية بين مشاهدة النظام والاعتقاد بوجود منظم للكون» ، وعمدوا إلى اختراع هذه النظرية وتفسير نشوء العقيدة بها.
الاشكال الثاني :
ان هذه التعليلات فرضیات ذهنية لا يدعمها أي دليل يفيد يقيناً ، ويوجب