فلم لا يكون اعتقاد الانسان البدائي ـ على غرار اعتقاد هؤلاء العلماء ـ مبنياً على الاستدلال العقلي المتناسب مع مداركه ، وناشئاً من فطرته النقية.
ثم ان الماديين يتذرعون ـ أحياناً ـ لتبرير هذه النظرية بما تبعثه العقائد الدينية في النفس من السكون والطمأنينة ، وبما يكون لها من أثر في طرد الوحشة والقلق والاضطراب عن الانسان.
والجواب هو :
أن العقائد الدينية والايمان بالله القادر الحكيم العادل الرحیم ، تخفف ـ ولاريب ـ من القلق ، وتبعث على الطمأنينة والسكون وهو أمر يصرح به الكتاب العزيز اذ يقول : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) (الانعام ـ ٨٣)
ويقول :
(أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد ـ ٢٨)
كما لا شك أن الذين يتزودون بسلاح الايمان من المقاتلين في جبهات القتال هم أقوى عزيمة ، وأكثر ثباتاً وأشد طمأنينة وهم يعتبرون الشهادة في سبيل الله اختصاراً للطريق الى السعادة ، ولهذا لا يهابون الاعداء ولا يخشون أحداً الا الله ، فيقاتلون ببسالة ، ويضربون أروع الأمثلة في الثبات والصمود ويسطرون أعظم الصفحات في البطولة والاقدام.
الا أن هذا لا يعني انهم اخترعوا فكرة وجود الله لتحقق لهم مثل هذه الحالة ، فهناك فرق بين «دوافع» نشأة العقيدة وبين «آثارها» الطبيعية وقد خلط أصحاب هذه النظرية بين الدوافع والاثار حيث تصوروا أن طلب