موضحة ، ولذلك حمل بعضهم كلامه في البخت والاتفاق على انه من الرموز والتجوزات .. لدلالة ما وجده من كلامه على قوة سلوكه ، وعلو قدره في العلوم» (١).
ثم ان هناك ـ ايضاً ـ شرذمة قليلة لا تتجاوز عدد الاصابع ممن وصفوا بالالحاد والمروق نظير : محمد بن زكریا الرازي ، وأبي العلاء المعري في حين يقود النظر في تاريخهم الى الاعتقاد بانهم تعرضوا لمثل هذا الاتهام علی ایدی خصومهم ومنافسيهم وحسادهم.
فالرازي الذي كانت له مكانة كبرى في الطب حتى انه لقب بجالینوس العرب ، وطبيب المسلمين قد تعرض لحسد الحساد ونقمة المعاصرين فاتهموه بانكار النبوة ، في حين عده بعض المؤلفين والمؤرخين من كبار العرفاء والصوفية (٢).
وهكذا ترى هذه الشخصية بين فريقين فريق يصفه بالمروق ، وآخر يصفه بالتصوف والعرفان ، وهذا هو خير دليل على أن ما قيل فيه من الالحاد والمروق كان مغرضاً ، ولا اساس له من الحقيقة.
والمعري هو الاخر ممن اثبت بعض المحققين حسن اعتقاده وسلامة عقيدته (٣).
نعم قد تفشى الالحاد والاتجاه المادي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر
__________________
(١) الأسفار ج ٢ ص ٢٥. وذیمقراطیس فیلسوف یونانی ولد عام ٣٧ وتوفى عام ٤٦٠ قبل الميلاد ، وانباذ قلس كذلك فيلسوف یوناني. ولد عام ٤٣٥ وتوفى عام ٤٩٥ قبل الميلاد.
(٢) راجع كتاب خزينة الاصفياء.
(٣) راجع الانصاف والتحري في دفع الظلم والتجرى عن ابي العلاء المعري المحقق العلامة كمال الدين عمر بن احمد بن عديم الحلي. وتاريخ حلب ج ٤.