الميلادي ، وانتشر انكار العوالم الروحية ، واعلن عن حصر الوجود في المادة والظواهر الطبيعية إلى درجة أصبحت المادة هي كل ما في الوجود لدى الانسان في هذه الفترة.
ولقد تفشت هذه النزعة والنظرية المادية في «الغرب» لاسباب سوف نطلعك عليها لدى الاجابة عن الأسئلة الأخرى.
غير ان العلماء والفلاسفة ـ في بداية القرن العشرين ـ قضوا على هذه النظرية قضاء تاماً ، وأتوا على بنيانها من الأساس ، بحيث لم يبق من المادية بين المفكرين سوى أطلال خربة ، وآثار متداعية.
فاننا نجد اليوم بين الشخصيات العلمية البارزة ، المعدودين في طليعة المكتشفين والمخترعين والمشتغلين بالعلوم الطبيعية من يقف موقف الإلهيين ، ويحمل لواء التوحيد ، وينادي بنداء الإيمان ، وهم كثيرون لا يحصون.
فهاهم على سبيل المثال لا الحصر اربعون من كبار رجال العلم والاكتشاف والاختراع يقومون بتأليف كتاب قيم حول اثبات وجود الله ، حيث يبرهن كل واحد منهم على ذلك من مجال تخصصه (١).
واليك نماذج منهم مع كلماتهم في هذا المجال :
١ ـ الدكتور «ميريت ستانلی كونجدن» وهو اخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم والبحوث الانجيلية اذ يقول :
«ان جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته ، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها حتی باستخدام الطريقة الاستدلالية فاننا لا نفعل اكثر من ملاحظة آثار أيادي الله
__________________
(١) هو كتاب «الله يتجلى في عصر العلم» الذي طبع بالعربية وغير العربية من اللغات العالمية الحية مراراً ، وتكراراً.