الالهيون وتفسير الظواهر الطبيعية
ان الموقف الذي اتخذه الماديون (اعني حصر الطرق في تفسير الظواهر الكونية في موقفين) وما رموا به الالهيين من انكار العمل الطبيعية ، واحلال العملة العليا محلها ، ينبع ـ في الحقيقة ـ من تعليل الماديين الخاطئ لاعتقاد البشر بالاله الخالق.
فالماديون يرون أن لاعتقاد البشر بخالق الكون ـ منذ قديم الزمان ـ أسباباً منها جهل الناس بعلل الظواهر الطبيعية ، فان الانسان لما كان قد فطر على الاعتقاد بان «لكل حادث علة» أو انه كان يحكم بذلك بفعل التجربة ، لهذا اعتقد بان الكل حوادث الكون وظواهره علة واذ لم يتسن له الوقوف على العمل الطبيعية الخاصة بكل ظاهرة من هذه الظواهر نحت من عند نفسه «علة عليا» نسب اليها جميع تلك الظواهر والحوادث بالمباشرة ، وهكذا نشأت الديه فكرة «الخالق الاعلى».
وبعبارة أخرى يزعم الماديون : بان الانسان الذي كان يعيش في العصور الأولى من التاريخ البشري بما انه لم يقف على السبب الطبيعي لهطول المطر أو حدوث الحمى في الجسم ، أو فساد الزرع وما شاكل ذلك عمد الى ربط ذلك بالعوالم الروحية ، وبهذا حصل لديه الاعتقاد بوجود علة قاهرة خلقت جميع الأشياء ، وفاقتها في القدرة والسيطرة وانها هي وراء كل ما يحدث من برق ورعد ، ومطر وزلزال ، وخصب وجدب ، ومرض وعافية ، ونجاح وهزيمة من دون أن تكون اية عوامل طبيعيه او منطقية لها وغيرها.
وبهذا يتضح أن الاعتقاد بمثل هذه العلة العليا لم يكن الا وليد الجهل بالعمل الطبيعية ، وعدم الوقوف على الأسباب المادية التي تقف وراء كل حادثة