نفسها ، وایجاد مثل هذه القوانين والنواميس؟
ان هذه التساؤلات ، وأجاباتها الواضحة حول المادة نشوء ونظاماً ، هي التي أوجدت لدى الالهيين الاعتقاد بوجود «خالق مبدع» هو الذي خلق المادة ، وزينها بهذا النظام البديع ، وجعل لكل ظاهرة علة تناسبها ، ولكل حادث سبباً يليق به ویستتبعه ، اذ ليس في مقدور المادة المعدومة قبل حدوثها ان توجد نفسها ، ولا أن تفيض على نفسها هذا النظام البديع.
ولنأت هنا بمثال يوضح ما قلناه وان كان المثال يفارق الممثل له من جهات اخرى.
لنتصور معمل نسيج ذا اجهزة مختلفة معقدة يقوم كل واحد منها بوظيفة خاصة بينما ترتبط جميع الاجهزه بعضها ببعض ، وتؤلف مجموعة واحدة تنتج نسيجاً خاصاً على منوال خاص بحيث لو حصل العطب في أي جزء منها توقف المعمل بكامله.
أفيكفي مجرد الاعتقاد بوجود العلاقات والروابط الالية والطبيعية بين هذه الاجهزة التفسير نشوء ذلك المعمل وحدوثه ، أم أن العقل ـ مع اعترافه بهذه الروابط والانظمة ـ يحكم بوجود مهندس صناعي قدير ، وعقلية صناعية جبارة صممت هذا العمل ، وأوجدت اجهزته ، واخترعت آلياته وادواته ، وارست بينها الروابط والعلاقات والانظمة المناسبة.
فاذا كان وراء نشوء هذا المعمل الصغير صانع مبتكر عارف بكل ما يحتاج اليه المعمل من أنظمة فيزياوية وكیمیاوية هو الذي اوجد اجهزة المعمل واخضعها لتلك الأنظمة فكيف بالكون السر حب الواسع ، والنظام المتقن البديع؟؟
اليس الكون الذي هو اكبر واعمق وجوداً ونظاماً من المعمل بكثير جداً ،