باستغناء الجسم في بعض ابعاضه المكانية عن العلة ، اذ البعد المكاني ، والزماني وجهان لعملة واحدة ، وبعدان لشيء واحد ، ولان الامتداد الزماني لا ينفك عن الامتداد المكاني.
والى ذلك اشار الحكيم السبزواري في منظومته اذ يقول :
لا يفرق الحدوث والبقاء |
|
اذ لم يكن الممكن اقتضاء |
ثم أوضح مقصوده بقوله : لا يفرق الحدوث والبقاء في الحاجة الى العلة اذ لم يكن للممكن اقتضاء الوجود بنفسه ، فكما لم يكن وجوده في أول الحال باقتضاء من ذاته فكذا في ثاني الحال وثالثها ، وهكذا ، لان مناط الحاجة هو «الامكان» فما اسخف قول من يقول : ان المعلول محتاج الى العلة حدوثاً لا بقاء» (١).
كما اشار اليه الحكيم المتأله الشيخ محمد حسين الأصفهاني في منظومته اذ قال :
والافتقار لازم الامكان |
|
من دون حاجة الى البرهان |
ثم قال :
لا فرق ما بين الحدوث والبقا
في لازم الذات ولن يفترقا (٢)
والمراد من البيتين هو : ان الافتقار الى العلة لازم للمسكن وهذا اللزوم بدرجة من الثبوت والبداهة والوضوح بحيث انه لا يحتاج الى اقامة البرهان فان الممكن هو ما يكون الوجود والعدم بالنسبة اليه على السواء فاذا أراد أن يخرج عن حالة الاستواء إلى الوجود افتقر الى علة تجره الى جانب الوجود ، فاذا كان الافتقار إلى العلة من لوازم الممكن كالزوجية بالنسبة إلى الأربعة فلا يمكن التفكيك بين «الحدوث» و «العدم» ليقال انه يحتاج الى العلة حدوثاً خاصة.
__________________
(١) منظومة السبزواري قسم الفلسفة ص ٧١.
(٢) تحفة الحكيم ص ٢٧.