والحاصل أننا نرى في عالم التغيرات والتحولات شیئاً لا يتغير في وجودنا ، وهذا أوضح دليل على وجود الشخصية الانسانية ، وعلی تجردها لانها تبقى رغم تغير الخلايا ، وتجدد ذرات البدن باستمرار ، ويكشف هذا عن أن هذه الشخصية أو ما يسمى بالروح أو النفس ليس من سنخ المادة ، ولا من مقولتها.
الى هنا ثبت أن هناك شيء غير مادي هو «الشخصية الانسانية» وذلك بعد ذكر مقدمتين هما :
١ ـ ان هناك حقيقة مستقلة وراء الأفعال والاعضاء البشرية هي منشأ كل تلك الفعاليات الذهنية والجسدية ، وهي التي يضاف اليها الجوارح والجوانح.
٢ ـ ان هذه الحقيقة أمر ثابت رغم التحولات والتغيرات.
وهاتان المقدمتان تثبتان وجود «حقيقة غير مادية» وراء البدن الإنساني المادي ، وهو الروح أو النفس.
ومنطلق البرهان في المقدمة الأولى ومبدؤه هو «وحدة الموضوع» لجميع المحمولات.
ومنطلق البرهان ومبدأوه في المقدمة الثانية هو «ثبات الموضوع» في دوامة التحولات والتغيرات الطارئة على البدن.
البرهان الثاني (التجربي) علی تجرد
النفس الإنسانية
علم الانسان بنفسه
لقد أقام الفلاسفة الاسلاميون براهين عديدة على ان هناك وراء البدن والاعضاء والجوارح في الانسان «جوهراً» غير مادي هو ذات الانسان وحقيقته. ونذكر