وترشح اللعاب من الغدد ، بل هناك وراء جسمه موجوداً حاكماً على الجسد ، ومرجحاً ومنتخباً لاحدى الطرق دون غيرها ، وموجداً للارادة.
البرهان الخامس على تجرد النفس الإنسانية
عملية استذكار الخواطر
يواجه كل انسان في حياته حادثة ، او يوجد بنفسه حوادث ثم ينساها ـ بعضها او اكثرها ـ تدريجاً ولكنه بعد مدة يتذكر ما نسی ، بمعنى ان الذهن يتوجه إلى الماضي ، ويستحضر تلك الحادثة ، وكأنه يتذكر ما شاهده بعينه.
وبعبارة أخرى : انه يلتفت إلى الخاطرة المنسية ذاتها ، لا انه يحس بها احساساً جديداً ، او يتوهم أمراً باطلاً واهياً.
وتوضيح ذلك : ان بين مرحلة الادراك الاولي ومرحلة استرجاع الخاطرة المنسية مراحل اربعة :
١ ـ الادراك الأولي : وهو ادراك شيء من الأشياء عن طريق الحواس والأجهزة ، وهو الأساس لبقية المراحل.
٢ ـ الحفظ : وهو الأثر المورث من الادراك الاولي ، اذ لو لم يحتفظ الذهن بنفس الشيء بنوع من الاحتفاظ لما امكن له تجديد الخواطر من دون استعانة ثانية بالحواس.
٣ ـ التذكر وهو التفات الذهن الى ما ادر كه اولا.
٤ ـ التشخيص وهو التمييز والقضاء بان ما يتذكره الان هو عين ما أدر كه اولا ، وانه ليس باحساس مجدد ، ولا تخيل موهوم.
وقد اختلفت آراء العلماء في المرحلة الثانية من هذه المراحل وهي مرحلة