الخلايا) وكلما هيجت تلك النقطة بسبب بعض العوامل بدأت الاعصاب فعالیتها مجدداً ، وتسبب ذلك في انتاج المدرك ابتداء.
وبهذا تكون عملية «الحفظ» ثم الانعكاس شبيهة بعملية تسجيل الصوت على شريط المسجل او صفحة الاسطوانة ، فإن الأمواج الصوتية لا تضبط على ذلك الشريط أو الاسطوانة بعينها وخصوصياتها بل هي تتبدل الی امواج ، وتحفظ الأمواج فيها على وجه لوادير الشريط باجهزة المسجلة تتبدل الى اصوات مشابهة للاصوات السابقة.
٤ ـ يقول الالهيون ان نسبة جميع العلوم والصور العلمية الى النفس كنسبة الفعل الى الفاعل بمعنى أن النفس الإنسانية توجد في صقعها ـ بعد سلسلة من الأعمال العصبية ، والتفاعلات الفيزياوية والكيمياوية ـ الصور والهيئات والمفاهيم والمعاني عند ادراكها ، فهذه الصور قائمة بالنفس قيام صدور ، ومخزونة بعينها في صقعها لا يتطرق اليها الفناء والفساد ، ولا معنى للتذكر سوى التفات الذهن الى تلك الصور المخزونة في صقع النفس.
تقييم النظريتين الأخيرتين :
اذا عرفت ذلك فنقول :
لو اننا ذهبنا إلى ما قاله الماديون في حقيقة «الحفظ» والاسترجاع ، وهو أن الصور المدركة ابتداءاً توجد آثاراً في المخ كلما هیج ذلك المركز بعامل معین تولدت تلك الصور العلمية ، وجب أن تكون الخواطر المسترجعة كلها علوماً وادراكات جديدة مشابهة للصور المدركة ابتداءاً ، وهذا هو خلاف ما يجده الانسان بوجدانه ، فان كل انسان حتى المادي لا يشك في انه اذا رجع الی الخواطر المتعلقة بفترة شبابه وجد نفس ما فعله وأدركه بعينه لا ما يشابهه.