لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران ١٩٠ ـ ١٩١)
فكيف يجز لاصحاب هذه النظرية ـ والحال هذه ـ آن يفتروا على أصحاب الرسالات الالهية بان عدوتهم الى الله سبحانه لم يكن الّا بسبب جهلهم بالعلل الطبيعية ، والاسباب الواقعية للظواهر الكونية.
وما ذكرناه من الايات ما هو سوى نماذج قليلة من الايات البارزة حول هذه الحقيقة.
ثم ان القرآن يصرّح بأن العلماء السم الذين يخشون الله دون غير هم اذ يقول :
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (فاطر ـ ٢٨)
وللوقوف على مدلول الاية بصورة كاملة نقول : أن هناك ثلاثة مفاهيم : الجبن ، الخشية ، والخوف ، والذي يقصده سبحانه في الآية هو الخشية والخوف منه سبحانه لا الجبن الذي هو في مقابل الشجاعة.
فان الجبن أمر مذموم لانها حالة تسيطر على الانسان لاجل تجنبه للامور المرعبة غير الواقعية كالخوف من الغول ، أو الظلمة الموجودة في قبو مع العلم بعدم وجود ما يخيف حقيقة.
وأما الخشية فهي عبارة عن احساس الإنسان بالعظمة الالهية التي تملأ الصدور والنفوس مهابة عند مشاهدة عظيم خلقه ، وجليل فعله.
وهذا الأمر مسبّب عن علم الانسان بالعظمة الالهية لا جهله ، ووعيه ، لا توهمه ، وتخيّله.