الاجزاء اللاحقة لهذا الجزء ، عند الحديث عن الصفات الالهية ان شاء الله.
٣ ـ اختلاف المفكرين في مسائل العلوم
لو كان الانسان قادراً على أن يصل الى الحقائق كما هي وقادراً على كشف معلومه من غير تخلف فلماذا وقعت الاغلاط في الآراء والأفكار ، ولماذا التناقضات الكثيرة في النظريات العلمية والخلاف بين روادها وأصحابها؟
أو ليس اختلافهم هذا خير دليل على عدم قدرة الانسان على الوصول إلى تلك الحقائق ، وادارك تلك الواقعيات؟
والجواب على هذا واضح كذلك : فان الاعتراف بالواقعيات الخارجية ، أو الاعتراف بصحة كشف العلم عن معلومة ، ليس بمعنی تصدیق كل مفكر في رأيه والموافقة على كل نظرية ، بل بمعنى ان هناك حقائق محسوسة خارج الذهن وان أخطأت الأفكار في تقييمها وتشخيصها أحياناً.
وصفوة القول أن المفكرين مع اختلافهم في الأصول والفروع يتفقون في كثير من الامور البديهية والنظرية ، بحيث يكون المتفق عليه بينهم أكثر من المختلف فيه.
فهل نجد في المفكرين من يختلف في القوانين الرياضية والهندسية وما اثبته التجارب في مجال الفيزياء والكيمياء أو من يختلف في الأصول الكلية الفلسفية كقانون العلبة والمعلولية إلى غير ذلك (١)؟
* * *
__________________
(١) راجع أصول الفلسفة للعلامة الطباطبائي بقلم الاستاذ الحجة الشيخ جعفر السبحاني ج ١ ص ١ ـ ٤.