ـ في نظر أصحابها ـ أكثر معقولية ، ولكنها تفسير لظاهرة النظام الكوني بأمر مهم جداً.
نظرية خاصية المادة باختصار :
وحاصل نظرية خاصية المادة ، هو أن الكون كتلة من المواد ، ولكل مادة خاصية معينة لا تنفك عنها وهذه الخواص هي التي جعلت الكون على ما هو عليه الان من النظام.
وبعبارة أوضح : أن لكل مادة خواصاً ظاهرة ، وخواصاً باطنة ، يبحث عنها اما في الفيزياء ، أو في الكيمياء ، فيقال مثلا : خاصية الملح هي الملوحة وخاصية السكر هي الحلاوة ، وخاصية النار في الحرارة ، وخاصية الضوء هي الاضاءة ، فالعالم ليس سوى مجموعة من المواد والخواص ، وقد أثرت هذه المواد بعضها في بعض ، فكان هذا النظام الكوني البديع ، وتنحصر مهمة العلوم الطبيعية في الكشف عن هذه الخواص ، وتقوم الصنائع برمتها على معرفتها.
فالنظام السائد في الكون ـ من جزئيه الى كلیه ـ وليد خاصية المادة ، بمعنى أن خاصية الخلية البشرية ـ مثلا ـ هي أن تتخذ صورة الجنين اذا استقرت في رحم الأم ، وهكذا حتى تتخذ صورة الانسان الكامل ، فلا حاجة في تفسير ظاهرة النظام السائد في جسم الانسان الى افتراض وجود عامل خارجي ذي شعور وحكمة وعقل وتدبير هو الذي أوجد هذا النظام في الخلية ... وهكذا بالنسبة إلى بقية المجالات.
فكلما سئل المادي عن علة النظام السائد في المخ أو القلب ، أو جهاز الهضم ، أو النظام السائد في عالم النباتات والأشجار ، أو النظام السائد في