الشمس والقمر ، والكواكب ، والمجرات عامة ، لاجابك بان ذلك النظام هو خواص هذه الاشياء .. أي أن خاصية كل شيء من هذه الاشياء ان تكون كذلك. فخاصية الشمس والقمر والمنظومة الشمسية أن يكون لها ذلك النظام من دون دخالة أي عامل خارجي وراء المادة!!
نقد هذه النظرية :
١ ـ ان نظرية الخاصية التي يفسر بها الماديون النظام الكوني ، الجزئي والعام ، والتي لجأوا ليها ـ في كتاباتهم مؤخرا ، بعد سقوط نظرية الصدقة ، دعوی بلا دلیل ، فهو ليس أكثر من احتمال ، وتفسير النظام البديع المتقن والمدروس بصرف الاحتمال تفسير خاطيء لا یركن اليه أي عاقل يتحرى الحقيقة ، ويطلب الواقع ، فان اقصى ما يدعيه المادي ـ في هذه النظرية ـ هو ان النظام البديع نابع من طبيعة المواد ، وان ذلك هو خاصيتها ، لا انه وليد عامل خارجي وفاعل حكيم ، بحجة انه لا يشاهد ذلك العامل الخارجي ، وانما يشاهد فقط حركة المواد باتجاه الانظمة التي تكون عليها. ومن هنا لابد من القول بأن اتخاذ المادة لتلك الأنظمة هو خاصيتها ، أي أن خاصيتها هي أن تكون على هذا النظام.
اذ يجاب عن ذلك : بأن هذه الحركة كما يمكن تفسيرها بنظرية الخاصية كذلك يمكن تفسيرها بدخالة عامل خارجي وفاعل حكيم أوجد ذلك النظام في المادة ، فالنظام البديع المتقن يحتمل أن يستند إلى أحد الأمرين ، فكيف اسنده المادي الى خاصية المادة حتماً ، وتجاهل العامل الاخر ، دونما دليل يرجح نظريته.
وبعبارة أخرى : اننا كما يمكن أن ننسب هذا النظام إلى خاصية المادة ، كذلك يمكن أن ننسبه إلى خالق مبدع حكيم ، فلماذا نسبه المادي الى الاول وتجاهل احتمال انبثاقه عن الثاني؟