قدرتها وشدة سلطانها ، فيصارعها نقيضها ، ويهدمها ، وتضمحل العائلة ويحل مكانها شيء ثالث جديد ، وهكذا.
هذا هو خلاصة ما قررته الماركسية حول هذا الأصل ، ولا يخفى على من له المام بالفلسفة الاسلامية ما في كلماتهم من المخاط والخبط ، والخطأ والاشتباه وفي ما يأتي بعض ما يمكن أن يقال حول هذا الأصل نذكره ضمن نقاط وامور : (١).
* * *
١ ـ الفرق بين التضاد والتناقض
لقد استعمل الماركسيون في نصوصهم كلمتي التناقض والتضاد معاً ، وعطفوا أحدهما على الاخر وهم يظهرون بذلك أنهما مترادفان مع ما بين الأمرين من بون شاسع واختلاف كبير ، واليك تعريفهما وبيان ذلك الفرق بينهما.
ان الفلسفة الاسلامية تبحث عن الوحدة والكثرة ، وتقسم الكثرة الى أقسام (٢) منها التقابل وينقسم التقابل الى الاقسام التالية :
أ ـ تقابل التناقض.
ب ـ تقابل التضاد.
__________________
(١) للبحث حول النظريات الماركسية في مجال نظرية المعرفة ، والأصول الفلسفية الاخرى وما يفسرون به تاریخ المجتمعات البشرية مجال آخر ، ونحن هنا نكتفي ببعض المناقشات وبيان بعض المؤاخذات على الأصول الديالكتيكية التي تفي بكسر شوكة هذه الأصول ، وزعزعتها.
(٢) من أقسام الكثرة : المتماثلان ، والمتخالفان ، وربما يعبر عن الكثرة بالغيرية في مقابل الهوهوية التي هي تعبير آخر عن الوحدة.