الاخر ، وذلك كالابوة والبنوة ، والعلة والمعلولية.
والفرق بين المتضادين والمتضايفين (مع انهما يستحيل اجتماعهما في موضوع واحد ، وظرف واحد ومن جهة واحدة) ، هو وجود الملازمة بين الموصفين المتضايفين في عالم التعقل ، دون المتضادین (١).
وقد ذكر الحكيم «السبزواري» هذه الأقسام في منظومته الفلسفية : اذ قال :
قد كان من غيريّة تقابل |
|
عرّفه أصحابنا الأفاضل |
بمنع جمع في محل قد ثبت |
|
من جهة في زمن توحدت (٢) |
واذا تقابل الوجودیان |
|
ان عقلا معاً مضايفان |
ودونه ضدان بالحقیق صف |
|
مع غاية البعد ولامعها أضف |
إلى آخر الابيات :
٤ ـ تقابل العدم والملكة :
وهو عبارة عن تقابل الوصفين اللذين لا يوصف شيء باحدهما ما لم يصح وصفه بالاخر مثل العمى والبصر ، اذ لا يوصف بالعمی من ليس من شأنه الأبصار. وبعبارة أخرى ، العدم والملكة يطلق على أمر وجودي (عارض الموضوع من شأنه أن يتصف به) وعدم ذلك الأمر الوجودي في ذلك الموضوع كالبصر والعمى الذي هو فقد البصر من موضوع من شأنه أن يكون بصيراً.
وبذلك يظهران التضاد غير التناقض كما يظهر انهما غير التضايف ، وغير
__________________
(١) لاحظ كشف المراد طباعة لبنان ص ٦١ ـ ٦٢ وشرح المنظومة للسيزوازي ص ١١٥ ـ ١١٦ ونهاية الحكمة للطباطبائي ص ١٤٦ ـ ١٥٣.
(٢) هذا البيت تعريف لمطلق التقابل ، ثم اخذ الناظم يفسر أقام هذا التقبل واحداً بعد واحد ، ففسر المتضايفين بقوله اذا تقابل الوجودیان ، كما فسر المتضادين بقوله : ودونه ضدان إلى آخر ذلك.