تقابل العدم والملكة.
فالنقيضان من قبيل الوجود والعدم ، والايجاب والسلب ، والوضع والرفع بخلاف الضدين فانهما من قبيل الامور الوجودية ، وان كان المتضادان لا يجتمعان في موضوع واحد.
وبذلك يعرف أن عطف التضاد على التناقض وتصويرهما شيئاً واحداً خطأ ناشئ عن عدم المعرفة بالابحاث العقلية.
* * *
٢ ـ استحالة الجمع بين الضدين والمتناقضين :
تصر الماركسية في نظريتها الديالكتيكية على المكان اجتماع التنقيضين ، والدین وتنفي بالحاح استحالة ذلك الاجتماع ، بل وتصر على ان عالم الطبيعة يقوم على اساس التناقض والتضاد ، فالحركة الموجودة في العالم نحو الكمال يحصل بسبب التصارع الموجود بين النقيضين والضدين في صميم جوهر الأشياء ، وهي بذلك ترد على اهل المنطق ، والفلسفة الاسلامية التي تقوم اصولها وصرحها على استحالة اجتماع التقيضين والصدين.
ولكشف النقاب عن وجه الحقيقة تأتي بالبحث التالي فتقول :
أما استحالة اجتماع التنقيضين فمن ابده البديهيات اذ لا يمكن العقل الان يحكم بجواز الجمع بينهما ، لان التأكيد على فكرة ، والاعتقاد الجازم بصحتها لا يتم الا بعد التأكيد على بطلان نقيضها والاعتقاد الجازم ببطلانه ، اذ لو صحت نفس الفكرة ، وصح فيجتيها نقيضها لامتنع التصديق بصحة تلك الفكرة فلو قلنا : الأربعة زوج ، وصح مع ذلك انها ليست بزوح ارتفع التصديق زوجيتها ولو انه لم يصح فان هذا ليس الا لاجل امتناع صدق المتناقضين.