يمتاز بها على سائر الكائنات الاخرى.
ان أهمية الانسان تكمن في كونه واقعاً في هذا المعترك من القوى المتضادة المتصارعة في ذاته ، وفي تغليبه للقوى الخيّرة على القوى الشريرة.
وقد أشار القرآن الكريم الى اجتماع هذه القوى في الكيان البشري اذ قال تعالى :
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (الانسان ـ ٢).
وقال تعالى :
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (الشمس الايات ٧ ـ ٨)
وقال سبحانه :
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (البلد ـ ١).
فهذه الآيات تصرّح أو تفيد بأن الفطرة الانسانية مركبة من القوى الداعية الى الفجور والتقوى ، وان الانسان يعيش دائماً معتركاً حامياً بين هذه القوی.
كما وانا نجد التصريح بوجود القوى المتضادة في كيان البشر في وجود الانسان في الحديث ، ومن ذلك ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا المجال :
«معجوناً بطينة الالوان المختلفة والاشياء المؤتلفة والاضداد المتعادية والاخلاط المتباينة من الحر والبرد والبلة والجمود» (١).
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة ١.