وقال عليهالسلام أيضاً :
«مؤلف بين متعادیاتها ومقارن بين متبايناتها ، ومقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها» (١).
* * *
٤ ـ تزوانتي تز مكان القوة والفعل
ان المتتبع للفلسفة الاسلامية يجد بوضوح كيف تتمتع هذه الفلسفة بالنضج في التعبير والدقة في الاصطلاح ، وبالعمق في المطالب والتحقيق في التعاريف ، فالفلاسفة الاسلاميون يطرحون مسألة «القوة» و «الفعل» ويبحثون فيهما على وجه التفصيل معتقدين بأن الحركة تتم على أساس القوة والفعل.
فالبيضة التي طالما يتمثل بها الماركسيون تتمتع بفعلية خاصة حيث أن لها صورة جوهرية محسوسة وملموسة لكل أحد ، فان لها قشراً سميكاً في الخارج وجلدة رقيقة في الداخل ، ومائعين أبيض وأصفر في بطنها ، فهي اذن تتمتع بفعلية ، بيد أن فيها ـ مع ذلك ـ قوة (أو قابلية) أن تتبدل الى فعلية أخرى وتقع في طريق التكامل ، لكن لا مطلقاً ، بل في اطار شرائط خاصة ، فاذا حصلت تلكم الشرائط وتوفرت تلكم الظروف تبدلت تلك القوة (أي قوة أن تكون فرخاً) إلى فعلية أخرى ، بأن تصير البيضة فرخاً بالفعل فالمادة بما انها حاملة لقوة فعلية أخرى اذا تحركت نحو الفعلية واتجهت القوى والاستعدادات فيها نحو القابليات يتحقق التكامل.
فما يسميه «هيجل» بـ «تز» يعادل الفعلية الأولى وما يسميه بـ «انتي تز»
__________________
(١) نهج البلاغة الخطية ١٨٤.