هو القوة والقابلية الموجودة في المادة ، فاذا اخذت القوة بالتبدل الى الفعلية سمي ذلك «صراعاً» ونضالا بين تز وانتي تز ، واذا حصلت وتحققت الفعلية الجديدة سمي ذلك «سنتز».
فلم يأت «هيجل» وماركس وأشياعهما بأمر جديد الا تغيير الاصطلاح الدارج في الفلسفة الى اصطلاح آخر بعيد عن الأذهان ، غريب عن الأفهام.
والحاصل ان ما تسميه الماركسية بـ «تز وانتي تز» وتوهم الصراع بينهما و «سنتز» تنطبق على الفعلية والقوة ، وأخذ القوة بالاتجاه نحو الكمال والفعلية الجديدة ليس الّا.
فليس التكامل مبنياً على الصراع والتضاد كما صوّره هيجل ، وخلفه ماركس وأنصارهما ، بل هو مبني على ان في كل نوع من الأنواع المادية قوة كمال آخر ، وامكان التبدّل الى نوع آخر وما ربط هذا بالتناقض والتضاد؟!
نعم ان القرة لا تتبدّل الى الفعلية في كل الشرائط والظروف ، بل لابد من توفّر شرائط خاصة حتى تثبت تلك القوة وتتبدل الى الفعلية الجديدة ، وهذا أمر صرّحت به الفلسفة الاسلامية بوضوح.
* * *
٥ ـ انتحار الماركسية بيدها
أن الأصل الذي اعتمده «هيجل» في تفسير الظاهرة الكونية وجعله قانوناً عاماً لتفسير الكون لا يختص ـ حسب تصريحهم ـ بمورد دون آخر ، ولا بموضوع دون موضوع ، بل يعم جميع الأمور الطبيعية والذهنية.
فهو يعتقد بانه يبعث من داخل كل واحد من هذه الأمور ومن صميم ذاته