«ضد» يعارضه ويناضله ، ويقع الصراع العنيف بين ذينيك الضدين الى أن يغلب «الضد» على الأول ويتبدل الى شيء آخر ، وموضوع جدید.
ولما كان هذا القانون يشمل في نظر «هيجل» وأتباعه كل شيء حتى الأفكار الكلية ، والمناهج الفلسفية فان لنا أن نسأل الماركسية حينئذ :
هل يشمل هذا القانون «الفكر الماركسي» نفسه والاصول الديالكتيكية نفسها أولا؟
فان أجاب بالاثبات ، واعترف بأنه توجد في بطن الفكر الماركسي ، والاصول الديالكتيكية فكرة اخرى يضادها ويصارعها من داخلها ومن ثم يقع الصراع بينه وبين هذه الاصول حتى يغلبها ، ويقضي عليها ، ويثبت خلافها أو أكمل منها ، فان ذلك ينجر الى انتحار الماركسية بيديها اذ عندئذ تتحول الأصول التي تعتمد عليها النظرية الماركسية في تفسير العالم الى اضدادها وهذا يعني بطلان هذه النظرية ، وانهدام ما قامت عليه من القوانين والاسس ، فانه اذا تحولت الأصول الديالكتيكية إلى اضدادها تصير النتيجة تبدل المادية الى الميتافيزيقية ، والحركة الى الجمود ، والصراع الى التوافق ، الى غير ذلك.
وان أجاب بالنفي ، وعدم شمول قانون صراع المتناقضات وتبدل الشيء إلى ضده للاصول الديالكتيكية كان ذلك نقضاً للقانون الذي طلع به الماركسيون وخرقاً لقواعدهم التي يجب أن تعم ولا تتخصص أو تتوقف في نقطة.
وبعبارة أخرى : ان صدق على «الفكر الماركسي» انه «تز» وصدق على ما يبعث من داخله ويصارعه في صميم ذاته انه «انتي تز» فما هو «سنتز» الذي سيؤول اليه هذا الصراع ، وينتهي اليه هذا النضال.؟
فان حاولوا استثناء «الفكر الماركسي» عن القانون لزم من ذلك نقض