الأصول الديالكتيكية وعدم شموليتها.
ان الماركسية ترى أن النظام الاشتراكي هو النظام الأفضل التي ستتحول اليه جميع المجتمعات البشرية بعدما يقع في داخلها من الصراع والنضال بين البرجوازية ونقيضها ولنفترض ان المجتمعات البشرية انتهت إلى مثل هذا النظام ، ولكننا نتساءل : ان الاشتراكية ستكون حينئذ بمثابة «تز» فما هو «انتي تز» الذي ستفرزها الاشتراكية من داخلها ، وما هو «سنتز» الذي يجب أن تبدل اليه بعد الصراع؟ هل ستتوقف الحركة هنا وتنتهي مقولة تزوانتي تز وسنتز في هذه النقطة أم تستمر؟
فان توقفت ـ هنا ـ كان نقضاً للقاعدة التي ادعى الماركسيون شمولیتها وعمومیتها لكل شيء ولكل فكر ، وان استمرت فما هو سنتز بعد الاشتراكية؟
لقد كان على اتباع ماركس وأنصار مذهبه أن يجيبوا على جميع هذه التساؤلات المحرجة ، ولكنهم يمرون عليها كان لم يسمعوا بها ، فراراً من نتائجها السلبية على نظريتهم.
* * *
٦ ـ التلاقي ، التركيب ، الانتاج
ان الماركسية تتصور ان رحى التكامل وتولّد الأنواع الجديدة في عالم الطبيعة يدور حول الامور التالية :
١ ـ وجود الشيء نفسه وتحققه بالذات.
٢ ـ الصراع المنبعث من داخله.
٢ ـ انتاج نوع جديد في ظل الصراع المذكور.
فعلی ذلك هناك أمور ثلاثة يقوم التكامل على أساسها هي : وضع الشيء