ينجر الی انقلابه الى شيء آخر من دون تأثير اي عامل خارجي وتدخله وتأثيره واذا رأی تدخل عامل خارجي في تحقق التكامل سمي ذلك بالشروط المساعدة لا العوامل المؤثرة ، وبذلك يحاول الفرار من النقوض التي ترد عليه في هذا المجال.
غير أن هذا النوع من التحليل يشبه رأي وتحليل من اغمض عينيه وتجاهل كيفية تحقق التكامل في الموجودات الحية ، وفي المجتمعات البشرية ، فان الرشد والتكامل في هذه المجالات يتم دائما في ظل عامل خارجي.
ان المعلومات الحديثة المتوفرة عن كيفية التحولات الحاصلة في عالم الكيمياء قد قضت على زعم الماركسية هذا ، فانها قد اثبتت ان النظام المفتوح (١) لا يتكامل ولا يتحرك الا بتأثیر عوامل خارجية.
فالنبات والحيوان والانسان التي هي من قبيل الانظمة المفتوحة لا تتكامل الا عن طريق الاستعانة بالعوامل والمؤثرات الخارجية كالشمس والقمر ، والهواء ، وغيرها.
والانظمة المفتوحة عبارة عن تلك الموجودات التي لها علاقات وروابط مع ما يقع خارج ذواتها ، فهي تأخذها تحتاج اليه من الطاقات اللازمة ، والمواد الغذائية من الخارج ، ثم تمسك ما ينفعها ، وتدفع الفاضل ، والزائد.
فالخلية النباتية ـ مثلا ـ غير مستغنية عن الخارج لتحقق نموها ورشدها وتكاملها وانشطارها وهكذا غيرها.
__________________
(١) هناك نظامان في الاشياء المادية الطبيعية على غرار ما في الأدوات الصناعية نظام مفتوح ونظام مغلق : فالنظام المغلق مثل اسطوانة الغاز حيث لا نفذ فيه ، والنظام المفتوح مثل سخانة الماء في الحمام الذي له منقذ لخروج الماء كما له مدخل لدخول الماء فيه ففي النظام المفتوح يستعيد الشیء ما فقده باستمرار بخلاف النظام المغلق.