وتقاليد وسنن دينية وأفكار ميتافيزيقية بعامل اقتصادي على النحو الذي سيأتي تفصيله وبيانه.
فالأفكار الدينية والفلسفة الميتافيزيقية ـ حسب تحليلهم ـ ليست الا ردة فعل للاوضاع الاقتصادية السائدة في المجتمع ، تماماً مثل بقية الظواهر الاجتماعية المذكورة من غير فرق بين ظاهرة وأخرى.
وقد اتفق جميعهم على هذا التفسير ، الا انهم قالوا مرة أن الدين والمفاهيم الدينيّة كانت آلة طيعة بيد المستغلين لاخماد ثورة المستغلين ، من الفلّاحين والعمال.
وقالوا مرة اخرى بان الدين بلسم مسكن كان يلجأ اليه المحرومون والمضطهدون أنفسهم للتخفيف من آلامهم ، وتبرير اوضاعهم ، وعجزهم عن اصلاحها.
هذا هو اجمال ما يقوله الماركسيون في هذا الصدد واليك تفصيل الكلام في ذلك.
يذهب الماركسيون إلى أن كل ما في المجتمع البشري ينقسم الى بنية تحتية ، وبنية فوقية.
والبنية التحتية عبارة عن الوضع الاقتصادي وتطور وسائل الانتاج وتكاملها ، وما ينشأ ـ بتبعها ـ من العلاقات الاقتصادية.
والبنية الفوقية عبارة عن الافكار الاجتماعية والسياسية والثقافية والأدب والفن والدين والفلسفة ، فكل هذه الامور تتبع في شكلها ونوعيتها الوضع الاقتصادي ونوعية العلاقات الاقتصادية الناجمة بدورها عن تطور وسائل الانتاج وتكاملها.
قال «كونستانیتوف» : «ينبغي البحث عن منبع الافكار الاجتماعية والسياسية