والحقوقية والدينية في الاقتصاد قبل كل شيء» (١).
هذا هو الأصل الذي اخترعه الماركسيون لتعايل جميع الظواهر الاجتماعية وبذلك أرادوا تقسيم الاشياء الي نوعين : أصيل ، وغير أصيل ، والاول متبوع والثاني تابع ، يتغير بتغير الأول ، ويتكامل بتكامله وتطوره.
وهكذا فسروا ظاهرة العقيدة الدينية فزعموا أنها تابعة للظروف والعلاقات الاقتصادية ، وان المفاهيم الدينية ليست سوى ردة فعل الاوضاع الاقتصادية المتدهورة.
ولأجل ذلك فان أصحاب الرق والاقطاعيين والرأسماليين في عهود (الرق والاقطاع والرأسمالية) كلما خشوا ثورة العبيد والفلاحين والعمال في وجه المستغلين لهم بسبب ما يلاقونه من الضغوط عمدوا إلى التوسل بالمفاهيم الدينية والروحية وروجوها بين المحرومين والكادحين الناقمين بهدف تخديرهم والتخفيف من غضبهم ، وصرفهم عن الانتفاضة والثورة ، وبهدف تكريس خضوعهم واستسلامهم لارادة الاسياد والاقطاعيين والرأسماليين واستغلالهم ، وكان من ذلك الدعوة الى الصبر ، وبأن التذرع به يستعقب أجراً عظيماً في اليوم الآخر ، ووعدهم بالجنة ونعيمها المقيم.
وهذا التحليل المفتعل هو الذي قصده ماركس وانجلز بقولهما : «وما القوانين والقواعد الأخلاقية ، والأديان بالنسبة الى العامل الّا أوهام برجوازية تستتر خلفها مصالح برجوازية» (٢).
وهو الذي قصده لينين اذ قال (عام ١٥) : الدين افيون الشعوب ، والدين ورجال الدین يخدران أعصاب المظلومين والفقراء ويجعلانهم يخضعون
__________________
(١) دور الأفكار التقدمية في تطوير المجتمع ص ٤.
(٢) النظام الشيوعي ص ٥٢.