ويتألف هذا الفريق في الأغلب من الأنبياء العظام ومن سار على نهجهم من العلماء والمصلحين.
فهذا هو النبي العظيم «ابراهيم الخليل» في وجه «نمرود» لانه تمرد وتفرعن واتخذ عباد الله خولا ، ومال الله دولا ، وعاث في الأرض فساداً.
وهذا هو النبي العظيم «موسى الكليم» ينهض في وجه فرعون ، لانه عبّد الناس ، واستغلهم ، وقتل الرجال واستحيا النساء ، واستضعف شعبه ، وعلا وطني في الأرض.
وهذا هو رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ خاتم النبيين وهو من أعز قبيلة في العرب ، وهو تلك الشخصية المكرمة المحترمة يقوم في وجه الأصنام وأصحابها ، ويثور على طغاة مكة بل وكل الطغاة والمستكبرین حاملا الى البشرية جمعاء ، رسالة الاسلام الالهية التي هي رسالة التحرير والخلاص ، والسعادة والفلاح.
وقد تحمل جميع هؤلاء الرسل العظام في طريق دعوتهم وقيامهم أشد أنواع الأذى والعذاب من قومهم والطغاة في عصورهم دون أن يدفعهم الى ذلك اي دافع غير الدافع الانساني والمسؤولية الالهية الملقاة على عاتقهم ، ومن دون ان يكون الدافع لهم هو تعرض مصالحهم الشخصية للخطر بل كان العامل المؤثرهو المسؤولية التي تحملوها من جانب الله اولا ، ومن جانب ضمائرهم ثانياً ، ولهذا نرى المجاهدين المسلمين في صدر الإسلام عندما سئلوا عن علة اقدامهم على فتح ایران اجابوا قائلين :
«الله جاء بنا وهو بعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله ، ولنخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان الى عدل الاسلام» (١).
__________________
(١) الكامل لابن الأثير ج ١ ص ٣١ ـ ٣٢٠.