وهكذا لا يندفع هذا الفريق الى مكافحة الأنظمة السائدة واحلال أنظمة اخرى مكانها الا بدافع انساني وآلهي لا اقتصادي وطبقي.
اذن فالأسباب الداعية الى الثورة ، والباعثة على مكافحة الحكام ، وقلب الأنظمة وبناء مجتمع انسانی جدید لا تنحصر في ماذكرته الماركسية من الصراع الطبقي والتناقضات الاجتماعية بل هي :
اما العامل النفسي المنحرف المتمثل في حب الذات والمال ، والشهرة ، والسلطان.
واما العامل الأخلاقي والروحي المتمثل في غريزة حب العدل والقسط ، والرحمة على البشر ، أو المسؤولية الالهية المتمثلة في الرسالات السماوية.
ولا يمكن مع ذلك انكار أن للعامل الاقتصادي والاختلاف الطبقي دوراً في وقوع طائفة من التحولات وليس جميعها.
* * *
١٢ ـ دور الصراع الداخلي في ظهور التنوعات
أن الهدف من طرح قانون «الصراع الطبقي» في المادية الديالكتيكية هو تفسير ما للكون من الكمالات والفعليات ، من هذا الطريق وبالتالى ادعاء ان للصراع والتناقض دور البناء والخلاقية في الطبيعة ، فكل ما يبدو للعيان في الطبيعة من الكمال والتنوع ناشيء من التضاد والصراع الداخلي ، فهو بمنزلة العلة الفاعلية (أي معطي الوجود في الفلسفة الالهية. وهنا لابد لنا من الوقوف على حقيقة الحال في هذه المسألة ، والوقوف على مدى دور التضاد والصراع الداخلي في ظهور الأنواع والكمالات في صفحة الطبيعة ، فنقول :
لاشك ان للتضاد دوراً هاماً في الأمرين التاليين :