١ ـ حدوث جمال الطبيعة وتنوعها ، فلولا وجود عناصر مختلفة ، وطاقات متنوعة في الكون والطبيعة لم يكن من الجمال المشهود الان أي أثر أو خبر ، ای لو كان في العالم عنصر واحد أو طاقة واحدة لبقي العالم على صورته البسيطة البدائرة.
٢ ـ ازالة الفعاليات السابقة ومحوها وتجريد المادة عن الفعلية الأولى ، وهذا هو المشاهد في التضاد الخارجي بلا اشكال ، فلو لم يكن للنار ضد من الماء او الريح او غيره لبقيت المادة اسيرة في قبضة الصورة السابقة ، غير ان ورود الضد عليه أو جب انخلاع المادة عن الصورة السابقة ومثله التضاد الداخلي ليس له الا خلع المادة من الفعلية السابقة ، فالبيضة ـ حسب فرض ماركس ـ بما انها تحتوي على تناقض داخلي فان هذا التناقض والصراع يوجب تحریر مادتها عن الصورة السابقة.
غير أن الماركسية تدعي أمراً زائداً على هذا وهو دور الخلاقية للصراع والتناقض وهذا ما نبحثه في المقطع التالي :
١٣ ـ هل للتضاد دور الخلاقية للفعليات؟
ان الماركسية تدعي أن للتضاد دورا آخر مضافاً إلى هذين الأمرين وهو دور الخلاقية ، واليك تحليل هذه النقطة من فلسفتهم فنقول :
ان الماركسية تصر على ، أن للتضاد الداخلي دور الأخلاقية بمعنى انه هو السبب في ظهور الفعاليات والكمالات الجديدة ، وان التضاد والتصارع الداخلي اثراً مباشراً في ازالة ومهو صورة الروضة من مادتها ثم افاضية صورة الفرخ علی تلك المادة فهو اذن ، بمنزلة الملة الفاعلية عند الالهيين.
والسؤال المطروح هنا هو : بأي دليل جنح ماركس وانصاره الى هذا الرأي ، واعطوا للتضاد الداخلي مثل هذه المنزلة اعني دور الخلاقية بمعنى ايجاد الصورة