اولا ـ ما هي حقيقة الحركة؟
لقد عرّفت الحركة بتعاریف مختلفة أسدّها وأصحها هو ما جاء في الفلسفة الاسلامية والالهية من أن الحركة عبارة عن «خروج الشيء من القوة الى الفعل على سبيل التدرج» والقوة عبارة عن امكان الشيء وقابلية وجوده والفعل عبارة عن وجوده حقيقة.
فهذا التعريف يشمل كل انواع الحركة : الجوهرية منها والعرضية وحتی المكانية (الانتقالية) فان نواة البرتقال تنطوي على قابلية خاصة وهي قابلية أن تكون شجرة ، في المستقبل ، فاذا وقعت تحت التراب تحوّلت تلك القابلية الى الفعلية وبالتدريج تخرج من القوة الى الفعل.
وكذا الخلية الانسانية لها قابلية أن تتحول الى انسان كامل ، فاذا تحركت هذه الاشياء نحو تحقق ما تنطوي عليه من الاستعدادات والقابليات فانها تكون ـ بالحركة ـ خارجة من القوة الى الفعل ومن القابلية للشيء إلى الوجود الحقيقي له.
وهذا التعريف كما يصدق على الحركة الجوهرية للاشياء يصدق ـ أيضاً ـ على الحركات الانتقالية فان الجسم المتحرك في مكان ، له قابلية الانتقال إلى مكان آخر ، فاذا أخذ بالحركة فقد أصبح بصدد ان تصير تلك القوة والقابلية الى الفعل ، ولو بعامل خارجي.
وعلى هذا فان التعريف الذي ذكره الالهيون يشمل كل أقسام الحركة التي ستبينها في المستقبل.
وربما عرّفت الحركة في بعض الكتب بانها عبارة عن «كون الجسم في مكان بعد كونسه في مكان آخر» أو ما يقرب من ذلك مثل «كون الشيء بين