المبدأ والمنتهی» وما أشبه ذلك ، ولكن هذا التعريف لا يشمل الا الحركة الانتقالية وان كان التعريف الأخير أفضل من الأول (١).
الا ان التعريف الجامع الشامل لعامة أنواع الحركة هو ما ذكرناه.
* * *
ثانيا ـ الحركة قانون عام في المادة
ان الحركة التي صرّح بها الفلاسفة الالهيون والأغارقة ، ولم نجد لها منكراً الّا ما نقل عن زينون (٢) اصل عام في عالم المادة خاصة ، لا في عالم
__________________
(١) ولكنه يشمل الحركة التوسطية دون الحركة القطعية ، والفرق بين الحركتين واضح لمن له المام بالفلسفة الاسلامية وعندنا أن الحركة الواقعية هي القطعية ، وأما التوسطية فهي أمر انتزاعي على خلاف ماذهب اليه الحكيم السبزواري ، وما ذكرناه هو المأخوذ مما حققه الحكيم صدر المتألهين.
(٢) وهو الذي أنكر وجود الحركة أي التغيرات المتسلسلة المتلاحقة السيالة ، وزعم ان كل ما یسمی بالحركة ، انما هو من قبيل الامور الدفعية الانية المنفصلة بعضها عن بعض ـ حقيقة ـ وان كانت حسب الحس اموراً متصلة ، حتى انه أكد على أن حركة المسافر من أقصى الارض الى أقصاها ليست الا سلسلة من تغییرات دفعية تتخللها سكنات متعاقبة ولا تدرج في الوجود.
من هنا يعرف أن الذي هو مدار البحث والنقاش بين مثبتی الحركة ، ومنكریها ، اليس هو نفس التغير والتبدل فالمنكر للحركة معترف بالتغير وشاهد له بعينه وحسه ، بل المدار في النقاش هو ان هذه التغيرات هل هي سلسلة متسلسلة لا يتخللها توقفات وسكنات أو هي عبارة عن التغيرات الدفعية من دون أن يكون لها وجود سیال تدريجي والمنكر (مثل زينون) على الثاني.
وبذلك تعلم قيمة ما يقوله الماركسيون في هذا المقام. فانهم خلطوا التغير بالحركة وزعموا مساوقة التغير الحركة ، ولأجل ذلك ترى انهم كثيراً ما يستعملون التغير مكان