وليس هذا الموقف يقتصر على هذا الأصل ، فان تلك الجماعة استخدمت أصولا أخرى لأثبات أفكارهم الاجتماعية والسياسية من دون أن يكون بين تلك الأفكار وهذه الأصول أي ارتباط مقبول.
ان التكامل من الأمور التي يعترف بها الاختصاصيون في شتى شعب العلوم بل ويبحثون عنه دائماً.
فالجيولوجيون مثلا يبحثون عنه في مجال الحضارات لمعرفة حلقاتها المتكاملة.
وعلماء الأحياء يبحثون عنه أيضاً بمقایسة الحيوانات البرية والبحرية بعضها الى بعض ودراستها لذلك الهدف وهكذا يفعل غيرهم في المجالات العلمية الاخرى.
ولأجل ذلك يعد التكامل من الحقائق التي لا يمكن لاحد انكاره كما ان انتهاء الحركة إلى التكامل في الجملة وفي بعض الأحيان مما لا مجال للمناقشة والتشكيك فيه ، ولكن البحث انما هو في ثبوت القاعدة الكلية التي يدعيها الماركسيون وهي : «ان كل حركة على الاطلاق ملازمة للتكامل ومنتهية اليه حتماً».
فلابد هنا من وقفة لاستجلاء حقيقة الحال ، ولابد أن نسأل ماذا يراد من ملازمة الحركة للتكامل؟ فان التكامل يطلق على معنيين اليك بيانهما :
الف ـ التكامل : تبدل القوى الى الفعليات
فان التكامل قد يطلق ويراد منه ان الحركة تلازم تبدل القوى والقابليات الى الفعليات وان كل حركة لا تخلو من ذلك ، فهذا صحيح ومقبول ، وقد سبق ان قلنا ـ في تعريف الحركة ـ انها ليست الا تبدل القوى والقابليات الى الفعليات.