ولكن الاعتراف بالتكامل بهذا المعنى لا يعني أن الفعليات اللاحقة أفضل وأكمل من الفعليات السابقة ، بل ربما تكون الفعليات اللاحقة متساوية مع السابقة وربما تكون أنزل مستوى ، وأحط نوعية من السابقة ، كما نلاحظ ذلك في الخشب المتحول الى الرماد ، والشجر المتبدل الى التراب ، والفاكهة الجيدة المتغيرة الى فاكهة متعفنة.
وبعبارة أخرى : لو اريد من ملازمة الحركة للتكامل ان كل حركة تقع في عالم الطبيعة تستلزم تبدل القوى والقابليات الى الفعليات فذلك مما لا ريب فيه ولا نقاش ، فان حقيقة جميع الحركات الجوهرية والعرضية هو تبدل القوى الى الفعليات ، وهذا جار في كل موارد الحركة اذ لا مناص فيها من تبدل القوى الى الفعلية ، حتى في انتقال الجسم من مكان إلى آخر ، فان الجسم قبل الحركة الى المكان الثاني فيه «قابلية» أن يكون في المكان الثاني ، وبالحركة تتبدل تلك «القابلية» والقوة الى التحقق والفعلية.
أي أن «قوة» الكون في مكان آخر تصير بمثل هذه الحركة «فعلية» لحصول الجسم في مكان آخر ، وان لم تستعقب تلك الحركة انتاج نوع جدید وأفضل في المتحرك.
باء ـ التكامل : حصول فعلية متكاملة
قد يطلق التكامل ويراد منه ملازمة الحركة لحصول نوع أفضل وأكمل من السابق بمعنى ان الجسم يكتسب كيفية جديدة أعلى من الكيفية السابقة.
كما يتبناه الماركسيون وهذا مرفوض حساً ووجداناً ، اذ لیست كل حركة تنتج كيفية جديدة وعالية في المتحرك حتماً ودائما ، بل ربما تكون الكيفية العارضة اللاحقة احط من الكيفية السابقة بمراتب ودرجات ، ويظهر ذلك في الحركات الدورانية وغيرها ولتوضيح هذا المطلب واثباته نشير الى الامثلة التالية :