وطواريها كالبياض والسواد العازضين للجسم ، وهذا هو اللائح بوضوح من عباراتهم.
ولا شك ان النظر الى مسألة الحركة بهذا المنظار نظر سطحي لا يقصر عن نظر العامة البسطاء الى الكون ونظامه الدقيق ، في حين ان واقع الحركة هو غير ما يصفه هؤلاء ، فان ما توصلت اليه تحقيقات الفلاسفة الالهيين وأفكارهم هو : أن الحركة ووجود المادة متساوقان ، بمعنى ان الحركة والمادة تعبیران عن شيء واحد والحركة نفس المادة والمادة عن الحركة ، والحركة ليست الّا أمراً مبيناً لكيفية وجود المادة ، وبالتالي الحركة في المادة نحو وجود لها.
وبما ان تساوق المادة والحركة ، وان الحركة ليست عارضة للمادة بل هي نفسها ، ممّا يصعب على بعض الأفهام هضمه وفهمه يلزم توضح ذلك ، وان كان البحث في هذه المسألة خارجاً عن إطار ورسالة هذا الكتاب.
وهذا التوضيح يأتي ضمن البحوث التالية وقد أدرجناها تحت تسلسل أبحاث هذا القسم :
* * *
خامساً ـ تقسيم المادة الى الجوهر والعرض
ان تقسيم الممكن الي الجوهر والعرض من التقسيمات الرائجة بين الأغارقة والفلاسفة الاسلاميين فكل ما في الوجود من الأمور الممكنة وخاصة الأمور المادية لا يخلو من كونه اما قائماً بنفسه ، أو قائماً بغيره.
فالشيء الممكن القائم بنفسه من دون ان يحتاج في تحققه وعينيته الى