نستعرضها هنا ، ونشير الى أهم البراهين والأدلة المقامة على صحتها ، بعد ان تنقل ما یحتج به المانعون من «الحركة الجوهرية» تمهيداً لما نتوخاه من الاستنتاج.
* * *
ثامناً ـ حجة المانحين من الحركة في الجوهر
لقد كان الفلاسفة ـ قبل صدر الدين الشيرازي ـ يمنعون من وقوع الحركة في الجوهر لان الحركة متحققة باتصال اجزائها السابقة باللاحقة بحيث تعد مجموع الاجزاء أمراً واحداً لان حد الحركة هو «سیلان الوجود وتدرجه» (١) وهذا المعنی محفوظ في الاعراض اذا وقعت في مجال الحركة دون الجوهر ، لان الحركة في الجوهر تستلزم انقطاع الاجزاء اللاحقة عن الأجزاء السابقة ولا يمكن عد اللاحق والسابق شيئاً واحداً. وتوضيحه كما يلي :
ان الحركة لا تتحقق الا بامور ستة منها : المبدأ والمنتهى ، ومنها الموضوع والمقولة ، ومنها الفاعل (المحرك) والزمان.
والمراد من المبدأ والمنتهى واضح ، كما ان المراد من المحرك هو فاعل الحركة ، وموجدها.
كما أن المقصود من الزمان هو مقدار الحركة.
والذي يحتاج الى التوضيح هو التفاوت بين الموضوع والمقولة فتقول :
اذا تحرك الجسم الجوهري (كالتفاحة) في جهة من الجهات كالكيف أو الكم فهناك موضوع وهو نفس التفاحة ، وهناك مقولة وهي الجهة التي تتحرك فيها التفاحة وتتكامل في تلك الناحية ، وهي في المقام كيف التفاحة وكمها ، وغير ذلك من الصفات العارضة لها.
__________________
(١) نهاية الحكمة الطباطبائي.