وبعبارة أخرى ، ان الموضوع والحركة في الاعراض شيئان ، فالتغير وان كان نافداً في وجود المقولة لكن ثبات الموضوع يوجب عد جميع الاجزاء السابقة واللاحقة شيئاً واحداً وهذا بخلاف القول بالحركة الجوهرية ، لأن التغير والتبدل هنا كما هو نافذ في جانب المقولة كذالك نافذ في جانب الموضوع بل الموضوع والمقولة ـ ها هنا ـ شيء واحد لان الصورة الجسمية الحيوانية والنباتية هي المقولة ، وفي الوقت نفسه في الموضوع ، فاذا كانت الطبيعة الجوهرية متبدلة في ذاتها ، سيالة في حقيقتها ، فكيف يمكن القول بأن هناك شيء واحد متحرك ومتكامل ، وسيلان واحد لا غير.
هذا هو عمدة الأشكال في تصور الحركة الجوهرية.
وقد أشار الحكيم الالهي «السبزواري» الى هذا الاشكال وذلك في شرح منظومته بقوله : ان الجوهر لو كان فيه إشتداد وتنقص فاما ان يبقی نوعه في وسط الاشتداد والتنقص ، أولا ، فان بقي فما تغيرت الصورة الجوهرية وان لم يبق فقد بطل جوهر ، وحصل جوهر آخر (١).
* * *
تاسعاً ـ جواب مكتشف الحركة الجوهرية
والجواب عن هذا الاشكال هو : ان للمتجددات المتسلسلة والمتصرمات المتلاحقة نحو بقاء ، ونحو وحدة فان الماء النابع السيال يعد شيئاً واحداً ، وان كان ذا ابعاد واجزاء ، والحركة وان كانت ذات ابعاض واجزاء الا ان تلاحق اجزائها وتلاصقها على وجه لا تقع بينها فترة يوجب عند الجميع شيئاً واحداً
__________________
(١) المنظومة ص ٢٤ ، وهذا الاشكال هو من الشيخ الرئیس ابن سینا وغيره في نفي الحركة في الجوهر ، وقد نقله صدر المتألهین في اسفاره بتفصيله ، لاحظ ج ٣ ص ٨٥.