بالحقيقة وعلى ذلك فالوحدة لا تختص بالذوات القارة من الأشياء بل تعمها والمتصرمات ، اذا كانت ذات تسلسل وتتابع (١).
واما تقسيم الحركة حسب المقاسات المختلفة فانما هو للاغراض الحياتية ، ولو اننا اغمضنا العين عن ذلك لم تكن للحركة اجزاء بالفعل منفصلة بعضها عن بعض ، بل هي ذات اجزاء بالقوة ، ولذلك لا تخرج عن كونها شيئاً واحداً.
ويمكن تقرير الجواب بتعبير آخر وهو : ان حافظ الوحدة في الحركة في «الاعراض» ليس هو الموضوع بل الحافظ عبارة عن «اتصال» أجزاء الحركة وتلاصق درجاتها ، بحيث لو فرض امكان قيام العرض بنفسه لعدمجموع الأجزاء السابقة واللاحقة للكيفيات والكميات شیئاً واحداً ، وليس ذلك الا للاتصال والتلاصق.
فاذا كان هذا هو الملاك في وحدة الحركة في الأعراض ، كان بنفسه موجوداً في الحركة في الجوهر فلا مانع منها. هذا كله توضيح لما افاده مكتشف الحركة الجوهرية في الاجابة على اشكال النافين لها ، واليك نص عبارته :
«ان هناك وجوداً واحداً شخصياً متصلا له حدود غير متناهية بالقوة ، ففيه وجود انواع بلا نهاية بالقوة والمعنى ، لا بالفعل والوجود ، ولا فرق بين حصول الاشتداد الكيفي والكمي ، وبين حصول الاشتداد الجوهري في كون كل منهما استكمالا تدريجياً ، وحركة كمالية في نحو وجود الشي سواء كان ما فيه الحركة كماً أو كيفاً ، او جوهراً ، وموضوع كل حركة وان وجب ان يكون باقيا بوجوده وتشخصه الا انه يكفي في تشخص الموضوع الجسماني ان تكون هناك مادة تنشخص بوجود صورة ما وكيفية ما وكمية ما فيجوز له التبدل فی خصوصیات
__________________
(١) لاحظ ما علق به العلامة الطباطبائي على الأسفار في هذا الصدد ج ٣ ص ٨٧.