كل منهما» (١).
وقال ايضا : «ان الحركة كما يجوز في الكم والكيف يجوز في الصور الجسمانية ، كما ان للسواد عند اشتداده فرداً شخصياً زمانياً مستمراً متصلا بين المبدأ والمنتهی متحفظا وحدته ، بواحد بالعدد فكذلك للجوهر عند استكماله التدريجي كون واحد زماني مستمر باعتبار ، ومتصل تدريجي باعتبار ، وله حدود كذلك ، والبرهان على بقاء الشخص ها هنا كالبرهان على بقاء الشخص هناك ، فان كلا منهما متصل واحد زماني ، والمتصل الواحد له وجود واحد ، والوجود عین الهوية الشخصية.
ولو لم تكن الحركة متصلة واحدة كان الحكم بان السواد في اشتداده غیر باق حقاً» (٢) الى هنا تبين ضعف اشكال المانحين من وقوع الحركة في الجوهر ولنستعرض معاً ابرز براهین مكتشف هذه الحركة على وقوعها في الجوهر ايضاً.
* * *
عاشراً ـ براهين الحركة في الجوهر
استدل الفيلسوف الاسلامي الكبير «صدر الدين الشيرازي» على هذا القسم من الحركة ببراهين نشير هنا إلى برهائين بارزين منها فقط :
البرهان الأول :
ان وجود الحركة في العرض لا ينفك عن الحركة في الجوهر أي ان حركة الجسم وتكامله التدريجي في الأوصاف خير دليل على حركته ، وتكامله وتدرجه من حيث الذات والجوهر.
__________________
(١) لاحظ الأسفار ج ٣ ص ٨٦ ـ ٨٧.
(٢) الاسفار ج ٣ ص ٩٦.