وبعبارة أخرى ، ان الشيء الذي يتحرك في ناحية الكيف أو الكم تلازمه حركة أعمق من ما نشاهده في سطوح الجسم وظواهره وهي الحركة في الذات والجوهر.
هذا هو خلاصة البرهان واليك تفصيله ويظهر ذلك من بیان مقدمتين :
الاولی) : أن علينا ان نقيّم نسبة الحركة الى المتحرك ، ونسأل : كيف يتصف الشيء بالحركة؟
أو بعبارة أخرى يجب أن ندرس كيفية تحرك الشيء في أوصافه وأعراضه كالكيفيات العارضة لها من حيث اللون أو الطعم أو غير ذلك.
ان هناك ثلاث احتمالات في هذا المجال :
١ ـ ان تكون الحركة بمنزلة شيء يستعيره الجسم من الخارج ، ويتصف به على نحو عروض الشيء للشيء أي ان تعرض الحركة على الجسم كما يعرض الطلاء على الأبواب والجدران.
٢ ـ ان تكون هناك ذرات حاملة للحركة فتعرض الحركة للشيء بواسطة دخول تلك الذرات في داخل الجسم ، كما يجيء نظيره في تفسير عروض السخونة للماء.
٣ ـ ان يتحرك الجسم بنفسه وذاته أثر توفّر شرائط وظروف خاصة فيكون هو الموجد للحركة في صفاته واعراضه ضمن شرائط اعدادية.
ففي القسمين الأولين فرضت الحركة أمراً خارجاً عارضاً على الجسم علی سطوحه بنفسة أو بواسطة الذرات الحاملة للحركة.
وأما في القسم الاخير فليس فيه للحركة وجود مستقل عارض للجسم وانما الجسم هو الذي يوجد الحركة في ظروف وشرائط خاصة.
ولتوضيح الفرق بين هذه الفروض نأتي بالمثال التالي :