ان في تسخين الماء فروضاً واحتمالات ثلاثة :
١ ـ ان تنتقل السخونة بصفتها وصفاً قائماً بالغير ، من الخارج الى الجسم وتعرض عليه.
٢ ـ أن تكون هناك ذرات حاملة للحرارة كالذرات النارية تدخل في الماء ، ويصير الماء حاراً ساخناً لاجل مجاورة أجزائه لهذه الذرات النارية الحاملة للحرارة.
٣ ـ ان يتحرك الماء بنفسه الى الحرارة أثر توفر شرائط وظروف خاصة فيصير الماء حاراً بنفسه ، لا أن الحرارة تعرض له من الخارج ، أو يترائی حاراً بسبب مجاورة أجزائه للذرات النارية.
والشق الأول باطل جداً ، لان الحرارة وصف وعرض لا يمكن أن يقوم بنفسه ، وانما يقوم بغيره وعلى هذا القول باسزم أن يكون العرض في حال الانتقال شيئاً مستقلا قائماً بنفسه وان كان قائماً بالغير بعد الانتقال.
ولأجل ذلك يقول الفلاسفة باستحالة انتقال العرض من مكان إلى مكان آخر لانه وان كان في الحالة السابقة واللاحقة قائماً بالغير لكنه في حالة الانتقال يلزم أن يكون قائماً بالنفس ولي آناً واحداً مع انه قائم بغيره.
والشق الثاني وان كان رائجاً الى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي ، كما كان موضع تأیید كبار الطبيعيين نظیر «لابلاس» و «لافوازيه» غير انه رفض مؤخراً من قبل الخبراء في العلوم الطبيعية نظایر «كارنو» و «ماكسول» وقامت مكانه النظرية الأخيرة.
فلا يبقى الّا الشق الثالث وهو الذي يتفق العلم والفلسفة فيه.
وان قلنا بصحة الشق الثاني في مورد الحرارة وان معنی كون الماء حاراً