هو دخول الذرات النارية في الماء (١) إلا أنه لا يمكننا القول به في «الحركة» الان الحركة ليست جسماً قائماً بالنفس حتى يعرض على المتحرك ، أو يحل في المتحرك حلول الذرات النارية في عناصر الماء ، فلا مناص من القول بالشق الثالث ، وهو أن معنی كون الجسم متحركاً في صفاته وأعراضه هو :
حصول شرائط وظروف للجسم بحيث يتحرك الجسم بنفسه في جهة أعني تكامله من حيث الصفات والكميات أو غير ذلك ، ويكون هو المحرّك لنفسه في تلك الجهة.
وبذلك يعلم أن «المحرّك» في الحركة في الاعراض هو نفس الجسم فنفس الجسم هو العلة ، والحركة في الاعراض هي المعلول.
ونستنتج من هذا أن أوصاف الجسم (مثل اللون والحجم) معلول لذات الطبيعة التي تخلق تلك الأوصاف في اطار شرائط ، ومعدات خاصة.
الثانية) : ان علة المتحرك متحركة ، وعلة الساكن ساكنة ، ويتضح ذلك بالمثال التالي :
لو اننا سرنا في طريق مظلم وقد حملنا بأيدينا مصباحاً ليضيء طريقنا.
فلو أردنا أن يكون الضوء متحركاً وجب أن يكون المصباح الذي هو علة ذلك الضوء متحركاً أيضاً اذ توقف المصباح في نقطة يوجب توقف الاضائة والضوء فيها.
وفي المقام الذي نحن فيه الان ، لما كانت الأوصاف والأعراض بدرجاتها
__________________
(١) وان الحار ـ حسب هذه النظرية ـ هو تلك الدورات النارية غير ان اللامسة حيث تعجز عن التفكيك بين الذرات النارية عن عناصر الماء والتمييز بينهمها تتصور حرارة الماء لشدة مجاورة أجزائه للذرات النارية مع ان الشيء الحار هو الذرات النارية المتداخلة مع الماء.